الأربعاء، ٥ محرم ١٤٣٣ هـ

سنوي باركر

أذكر إني كنت راكبا في سيارة تاكسي في القاهرة ومرت بجانبنا سيارة مرسيدس
فنظر إلى السائق في المرآة وقال لي أتعرف يا باشا أن كل أصحاب المرسيدس
حرميه فقلت له أتحب أن تكون لديك سيارة مرسيدس قال لي : أنا مش حرامي
قلت له أتعرف شخصا يمتلك سيارة مرسيدس وليس سارقا ؟ قال لي نعم
الحاج عبدا لله قلت له هل تريد أن تكون مثل الحاج عبدا لله ؟فسكت
لقد تغير الاعتقاد في ثانية لأنه فكر في الأمر وفق مفهومه الذاتي واعتقاده الشخصي فشعر بما يشعر لأنه لا يستطيع أن يصل بنفسه إلى مثل هؤلاء الذين يملكون المرسيدس لكن مثله الأعلى داخله هو أن يكون مثلهم يتمنى أن يمتلك سيارة مرسيدس لكنه لا يعرف كيف يمتلكها ولم يبذل أي مجهود لامتلاكها فلما قلت له ذلك أثناء حواري طبعا في البداية كنت باشا ثم أصبحت بيه ثم انتهيت بأفندي...
قال لي أتعرف يا أفندي أنا منذ 35 سنة وإنا اعمل سائق تاكسي ..أتقدر أنت أن تفعل ذلك ؟ فقلت لو أنا مكانك لكان هذا التاكسي ملكي الآن قال لي :نعم أنت بتحلم فقلت له وليس هذا التاكسي فقط بل سيكون لي أسطول تاكسيات طبعا الرجل لم يتكلم معي بعدما قلت له ذلك بل لم ينظر إلى وجهي حتى .
وما قلته للرجل ليس من وحي خيالي وإنما هو مثال حقيقي فقد استطاع رجل اسمه (سنوي باركر) أن يحققه بل حقق ما هو ابعد من ذلك بكثير...هذا الرجل يمتلك الآن شركة طيران اسمها (إزايانا) والد هذا الرجل كان سائق تاكسي وعندما توفي والده اخذ (سنوي) مكان والده في العمل كسائق تاكسي ثم بدأ يفكر أن هذا التاكسي ليس ملكنا فنحن مستأجرون له فلماذا لا يكون لدينا تاكسي نملكه نحن فتكلم مع إخوانه وأصحابه كيف نمتلك سيارة تاكسي وقدر ثم التاكسي وخلال سنتين فعلا امتلك أول سيارة تاكسي ...
طالما فكر بطريقة معينة وركز على تلك الفكرة إذن فإن المخ سيركز على فكرة معينة فطبقا لقوانين العقل الباطن سيحدث قانون التركيز وهو أي شي تركز عليه سيتحكم فيك ثم يؤثر في شعورك وأحاسيسك ثم يأتي قانون الانجذاب وهو أن أي شي تفكر فيه وتركز عليه يعود إليك بنفس النوع ونفس النتائج لأنك أرسلت لهذا الشيء طاقة من نوع معين فعادت إليك من نفس النوع وخلال فترة قصيرة أصبح هذا الرجل يملك هذا التاكسي ولم يكتف بذلك حتى امتلك تاكسي آخر ثم ثالث حتى امتلك أسطولا من التاكسي في اقل من عشر سنوات وقال لنفسه أنا استطيع أن أحقق ما أتمناه وفعلا حقق أهدافه ولم يقف عند تلك النقطة بل اشترى أتوبيسا ولم يصبح وقت طويل حتى أصبح لديه أسطولا من الأتوبيسات ولما حقق اكبر نجاح في الأتوبيسات أنشا شركة طيران وفي السنة الأولى خسر كل شيء ...وقال له العض اترك هذا المجال وعد للتاكسي والأتوبيسات قال لا ..أنا متأكد ..بل واثق أنني سأصل كما وصلت في التاكسيات والأتوبيسات ..سأصل في الطيران ..وخلال سنتين فقط أصبحت (ازيانا اير لاينر ) تحصل على 5ملايين من الأرباح كل شهرين.

الأحد، ٢ محرم ١٤٣٣ هـ

الجريمة والعقاب

الجريمة والعقاب ل الكاتب الروسي دوستوفيسكي

" نبذه عن الروايه .. "

... " تتطرق " الجريمة والعقاب " لمشكلة حيوية معاصرة ألا وهي الجريمة وعلاقتها بالمشاكل الاجتماعية والأخلاقية للواقع، وهي المشكلة التي اجتذبت اهتمام دستويفسكي في الفترة التي قضاها هو نفسه في أحد المعتقلات حيث اعتقل بتهمة سياسية، وعاش بين المسجونين وتعرف على حياتهم وظروفهم ..
وتتركز حبكة الرواية حول جريمة قتل الشاب الجامعي الموهوب رسكولينكوف للمرابية العجوز وشقيقتها والدوافع النفسية والأخلاقية للجريمة.


ولا تظهر " الجريمة والعقاب" كرواية من روايات المغامرات أو الروايات البوليسية، بل هي في الواقع نموذج لكل تأملات الكاتب في واقع الستينات من القرن الماضي بروسيا، وهي الفترة التي تميزت بانكسار نظام القنانة وتطور الرأسمالية، وما ترتب على ذلك من تغيرات جديدة في الواقع الذي ازداد به عدد الجرائم، ولذا نجد الكاتب يهتم اهتماما كبيرا في روايته بإبراز ظروف الواقع الذي تبرز فيه الجريمة كثمرة من ثماره. ومرض من الأمراض الاجتماعية التي تعيشها المدينة الكبيرة بطرسبرج ( ليننجراد حاليا ) وهي المدينة التي أحبها الكاتب وبطله حبا مشوبا بالحزن والأسى على ما تعيشه من تناقضات، ولهذا السبب بالذات نجد الكاتب كثيرا ما يخرج بإحداثه للشارع ليجسد من خلاله حياة الناس البسطاء والمدينة الممتلئة بالسكر والدعارة والآلام.
إن حياة الناس البسطاء أمثال البطل الرئيسي رسكولينكوف وأمه وأخته وعائلة مارميلادوف أحد معارف رسكولينكوف وابنته سونيا، تبدو مظلمة وقاتمة يشوبها اليأس والعذاب والفقر وسقوط الإنسان الذي سُدت أمامه كل السبل حتى لم يعد هناك " طريق آخر يذهب إليه" وهي الكلمات التي ساقها الكاتب في أول الرواية على لسان مارميلادوف في حديثه مع رسكولينكوف.
ويجعل هذا الواقع القاسي من مارميلادوف فريسة للخمر ويدفع بابنته سونيا إلى احتراف الدعارة لإطعام أخوتها الصغار الجائعين، ويجعل زوجته عرضه للجنون، كما يدفع هذا الواقع بالشاب الجامعي الموهوب رسكولينكوف إلى الجريمة ويجعل أخته عرضة للإساءة بالبيوت التي تلتحق بخدمتها، إن شخصيات الرواية تبدو مقسمة إلى مجموعتين تمثلان مواقع اجتماعية متعارضة: مجموعة تمثل الشعب المضغوط الذي يطحنه الفقر والحاجة والحرمان، وتتمثل في كل من رسكولينكوف وسونيا وعائلاتهما، ومجموعة أخرى تمثل أصحاب المال الذين تعطيهم ثروتهم "حق" الإساءة إلى المحتاجين، وفي مقدمة هذه المجموعة تبرز المرابية العجوز الشريرة التي تمتص دماء الناس وتقتص منهم والداعر المجرم سفيرديجالوف التي تمكنه ثروته من الإساءة إلى المعوزين بلا رادع ولا عقاب.
وإلى جانب وصف الواقع المعاصر تطرق الكاتب في الرواية من خلال بطله المجرم غير العادي صريع "الفكرة" على نقد الفكر الاشتراكي والليبرالي المعاصر له وانعكست من خلال ذلك مثل دوستويفسكي العليا ومبادئه ونظرته على سبل التغيير وهو ما سنتناوله بالتفصيل عند حديثنا عن رسكولينكوف. ورغم أن دستويفسكي قد رفض شتى الأفكار التي كانت تنادي بالتغيير إلى أنه قد هاجم بشدة الظلم الاجتماعي والمجتمع الذي تعج فيه بكثرة " المنافي والسجون والمحققون القضائيون والأشغال الشاقة"، كما ندد بظروف الواقع الذي تهدر به كرامة الناس والذي تراق به الدماء " التي كانت تراق مثل الشمبانيا" ، وبالإضافة إلى هذه الموضوعات فقد انعكست في الرواية نظرة الكاتب للجريمة كوسيلة من وسائل الاحتجاج ضد الظلم الاجتماعي، كما تجسد فيها تقييم الكاتب للدوافع المختلفة للجرائم والجذور الاجتماعية والنفسية لها وهو ما سنتناوله بإسهاب عند الحديث عن شخصية البطل الرئيسي " ...

السبت، ١ محرم ١٤٣٣ هـ

نوستراداموس


من هو نوستراداموس؟
هو مسيحي كاثوليكي فرنسي ذو أصل يهودي، عاش في الفترة (1503 – 1566م) ألّف أحد أشهر كتب النبوءات التوراتية والإنجيلية.. يقول هذا المتنبئ في مقدمة كتابه إن مصدر نبوءاته، هو مجموعة من الكتب والمجلدات القديمة، التي كان قد ورثها عن أجداده اليهود، كانت مخبأة منذ قرون عديدة، وعلى ما يبدو أنه استطاع من خلالها، الكشف عن الرموز التوراتية اللفظية والعددية، التي استخدمها مؤلفو التوراة من الكهنة والأحبار، ومن ثم قام بقراءة الأحداث الواردة في النبوءات، ووضعها في كتاب على شكل رسائل نثرية وأبيات شعرية سمّاها الرباعيات، استخدم فيها الكثير من الاستعارات والرموز واضحة الدلالة أحيانا، ومضلّلةً ومُحيّرة أغلب الأحيان.
وقد اجتهد كثير من الباحثين الغربيين وخاصة في العصر الحديث، وأجهدوا أنفسهم بمحاولات مضنية لحل رموزه وطلاسمه، ومحاولات مضنية لمطابقتها لما جرى ويجري وسيجري على أرض الواقع، لدرجة أنك لو بحثت عن لفظ (Nostradamus) في أحد محرّكات البحث على شبكة الإنترنت، ستجد آلاف المواقع لمراكز وجمعيات وكتب ودراسات، تبحث في أمر نبوءاته وتجتهد في مطابقتها مع الواقع، في محاولة لاستقراء المستقبل، وخاصة فيما يتعلق بأحداث النهاية، وخاصة الحرب العالمية الثالثة ونهاية الحضارة الغربية المرتبطة بعودة الخلافة الإسلامية، والملفت للنظر أن هذا المتنبئ يحمل حقدا وكراهية شديدة للعرب والمسلمين، حيث يصفهم بأبشع الصفات بأسلوب على لا يخلو من التحريض.
ومن أشهر الكتب في تفسير نبوءاته وفك رموزه وطلاسمه، كتاب (نبوءات نوستراداموس)، الذي ألّفه الطبيب الفرنسي (دو فونبرون)، المتوفى عام 1959م، وقد طُبع هذا الكتاب عدة مرات، أعوام 38 و39 و1940م، ومن ثم أُعيد طبعه بعد عدة سنوات من خلال ابن المؤلف، ومما أضافه الابن إلى الطبعة الجديدة من الكتاب نص مخطوط بقلم أبيه الطبيب، كتبه قبل وفاته بأربعة أشهر بعنوان: (بحث في الأحداث القادمة) هذا هو نصه:
"إن جميع النبوءات القيّمة، متركّزة على الحقبة، التي ستغدو فيها الحضارة الغربية، مهدّدة بالدمار.. والوقائع الأساسية لهذه الأزمة العالمية، هي كالتالي: الحرب والثورة العامتان، تدمير (باريس) الكليّ بالنار، وتدمير جزء من (مرسيليا) بتلاطم لأمواج البحر، هزات أرضية مخيفة، وباء طاعون يقضي على ثلثي البشرية، طرد البابا من روما، انشقاق كنسي.
يبدو أن هذه الأحداث ستبدأ بالحرب بين الشرق والغرب، أما ذريعتها فستكون في الشرق الأوسط ـ (العراق)، (إيران)، أو (فلسطين) ـ ومن المرجّح أن تجري على مرحلتين، على غرار حرب 39 –1945م.
في تلك اللحظة يظهر نجم مذنّب سوف يمرّ على مقربة من الأرض، لدرجة أنها ستجتاز شعره المُحمّل بالحصى، هذه النيازك الجوية التي ستكون بمثابة انتقام السماء العجائبي، سوف تسقط على أمكنة محدّدة، حيث ستكون محتشدة قوات الثورة الحمراء، والأسطول الروسي في البحر المتوسط".
وجاء في نفس المقدمة ما مفاده أن المحنة الكبرى، التي ستشهد بداية تدمير الحضارة اليهودية المسيحية، كان (نوستراداموس) قد حدّد نقطة انطلاقها في الشهر السابع من عام 1999م.

المصدر