الجمعة، ٢٦ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

بالمقص لا بالسكين

بالمقص لا بالسكين...
يحكى يوما ان احد القادة كان يناقش احد كبار الجنود واثناء الحوار تطرق الموضوع عن كيف تشق البطيخة
فقال القائد : اتعرف كيف تشق البطيخة
فقال الجندى : اظن يا سيدى ان البطيخة تشق بالمقص
فضحك القائد ساخرا :وقال لا اظن ذالك فلا شك ان البطيخة تشق بالسكين
انفعل الجندى لنفسه واصابها من اهانه
وقال مستنكرا: لا بل تشق بالمقص
ازداد القائد حنقة من الجندى فضربه على وجهه وقال كف عن هذا الغباء
ولكن الجندى ابى ان يتزحزح عن رايه بل زاد عنادا وتاكيد
قائلا : بالمقص لا بالسكين
جن جنون القائد من غباء هذا الجندى وعناده على عدم الفهم وامر بان يحبسوه فى السجن
ولكن عندنا حبس الجندى فى سجنه ظل يصرخ طوال اليل والنهار
يقول " بالمقص لا بالسكين تقطع البطيخة يا مسكين"
وتكون حول هذا الجندى بعض من يناصره رايه الا وهم
حزب " بالمقص لا بالسكين "
فلما علم القائد امره
حبسه حبسا انفراديا
ولكن الامر زاد اصر الجندى
فامر القائد بجلده وتعذيبه وازداد الجندى عنادا" حتى بلغ القائد الحلقوم وامرباخذ الجندى وقذفه فى البحر لياخذه البحر ليموت الجندى اشد ميته واشد عذابا
وبالفعل حمل الجندى الى وسط البحر
ولما جاء الجندى بالجندى على ظهر القارب وسالوه السؤال الاخير لعله يرجع عن عناده
كيف تشق البطيخه؟
فلم ينقطع الجندى عن قوله " بالمقص لا بالسكين تقطع البطيخة يا مسكين"
وظل يصرخ متمسكا" برايه
وظل يصارع الامواج فى وسط البحر
وكلما ظهر راسه صرخ قائلا "بالمقص لا بالسكين تقطع البطيخة يا مسكين "
حتى اذا ادركه الغرق ولم يستطيع النطق
رفع يديه لاعلى على شكل متقاطع كالمقص اى تاكيدا لمقولته ومؤكدا موقفه ومصرا على رايه
و هبط الى القاع بهذا الحال ونزل الى الاعماق بدون رجعة
!
اقول قبل ان تتهمنى بالكذب وان هذه القصه لم تحدث بالفعل وانها ليس الا من وحى خيالى
اقول لقد رايتها بعينى :
انها حدثت بالفعل مرارا وتكرارا ولكن اخشى ان تكون انت هذا الجندى
كم من اشخاص تبنوا افكار واخذتهم فيها العزة او لربما لحاجة فى انفسهم
او ربما لمجرد عناد فى بادىء الامر
كم من انسان حارب من اجل فكرة هى اهون من تلك البطيخه
الم تسمع يوما عن شهيد الفن
اوخشبة المسرح المسرح
او حتى الكره
ويا حسرة على العباد
بالامس كان مبارة بين دولتين شقيقتين ربهما واحد ورسولهما واحد وكتابهما واحد
مصر و الجزائر
ورايت جموعا تشجع وتفدى الفريق بروحها ودمها
و جموع من الجنود فى الاستاد ممسكين بالسلاح
وتعجبت لماذا السلاح
هل سنحرر القدس ؟.!
ام سنفك اسر اخوننا فى غزة؟!
لا يا سيدى - فيا اسفى على القدس -انه من اجل منع الحرب
ولكن فى الاستاد
ومنع اى معتدى من كلا الجانبين ان يتخطى الخط الفاصل بين المشجعين
ان ذالك الخط الفاصل المرسوم على الارض اعلى من كل الجبال واشد صلابة من الحجر الصوان ولا يتسطيع انسان ان يعبره
لانه ليس مرسوما على الارض بل هو فى الاصل مرسوما فى هذه العقول
رحم الله
ذالك الجندى ولعله الان علم ان الامر اعظم من البطيخة
اى غاية تريد ان تموت من اجلها ؟
واى غاية جمعتنا غير الله ؟
الامر اعظم من البطيخه
الان اترك لك السؤال
بالمقص ام بالسكين تقطع البطيخية يا مسكين ؟!
_________________إنتهى__________________

هناك تعليق واحد: