الأربعاء، ٢٤ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

نظرية الفيل والعميان

هل سمعت هذه القصة من قبل ؟

يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه..

بدأوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف :

قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض !

قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما !

و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة !

و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم الآخر أنه كاذب و مدع!

بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله..

كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة.. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟

من منهم على خطأ ؟

في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب؟

بالتاكيد لا .. أليس كذلك؟

من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..

فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!!

قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر!

إن لم تكن معنا فأنت ضدنا

لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة لمجرد أنه رأينا !

لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كل منهم يرى ما لا تراه ...

رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو على الأقل , مفيد لك !

النتيجـــــــــة

كم نحن محبوسون في أجسادنا وعقولنا .. إننا دائما نعطي الآخرين صفاتنا .. وننظر إليهم من خلال مضيق من آرائنا وتفكيرنا نريدهم أن يكونو نحن ما وسعنا ذلك .. نريد أن نحشرهم في جلودنا أن نعطيهم عيوننا كي ينظرو بها .. أن نلبسهم ماضينا وطريقتنا في مواجهة الحياة !

إن للحقيقة أكثر من وجه ، وعلينا ألا ننظر لأي موضوع من اتجاه واحد ، بل نشاهدها كاملة جلية ، ثم نحكم عليها مكتملة ، لا أن نحصر حكمنا على جزء صغير لا يكاد يرى ..

علينا بجمع المعلومات وربطها ببعضها البعض ثم تحليلها التحليل المنطقي حتى نصل إلى الغاية والحقيقة

هناك تعليق واحد: