الأربعاء، ٢٤ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

تفقد الطيور حاسة السمع عندما تفقد أجنحتها

في دولنا العربية الإستبدادية ممنوعون من الإبتكارات والإختراعات وكانت هذه الممنوعات سائدة بشكل كبير جدا قبل دخول العرب عصر العولمة والكولونالية , وحتى اليوم هنالك محاصرة كبيرة من الأجهزة الأمنية العربية للذين يقومون بتعديلات إجتماعية على حياتهم العامة ولكن الإنحلال الخلقي غير ممنوع بشرط أن لا يغير المجتمع العربي ولا يقوم بإستبدال نظامه الإجتماعي بنظام إجتماعي مدني متطور، لأن التطور الإجتماعي والمجتمع المدني يهدد بقاء الأنظمة المستبدة بنا .

وشاعت قصة ساخرة سمعتها من مجالس الحشاشين التي كنت في صبايا أحب إرتيادها والإستماع لقصصهم المضحكة والمسلية جدا .

والقصة كالتالي :

أراد رجل عربي أن يكتشف شيئا لا تعارضه به الحكومات العربية ولكنه كان يفاجىء بالقمع والإستبداد كلما تقدم بإظهار براءة إختراع من إختراعاته وقد قرف حياته ومل من كثرة القمع وأحس من أنه تافه وعديم الفائدة ورديء جدا .

فأحضر ذات يوم حمامة ووضعها أمامه على طاولة مختبره المتواضع بإمكاناته وقال للحمامة : كش ...كش ...كشكش .

فطارت الحمامة من سماعها لصوته وهو يقول لها كشكش ...كش .

ثم أعادها مرة ثانية للطاولة وقام بقص أجنحتها , وقال لها : كش ..كش ..كشكش.

ولكن الحمامة لم تستطع الطيران لأنها فقدت أجنحتها .

فجلس يفكر في أسباب عدم طيرانها وكأن الموضوع بحاجة إلى التفكير فالموضوع واضح جدا فالحمامة حين تفقد أجنحتها لا تستطيع تحريك أجنحتها بحيث تسمح حركة الأجنحة للهواء بالإندفاع بشكل إنسيابي تحت أجنحتها .

والمكتشف العربي لم تعجبه تلك الحقيقة العلمية وإستنتج إستنتاجا آخر فكتب في ملاحظاته ما يلي :

حين نحضر حمامة ونقص أجنحتها ونقول لها كش ...فإنها لا تستطيع الطيران ....لأن الطيور حين تفقد أجنحتها تفقد معها حاسة السمع , فلا تسمع كلمة كش لذلك فإنها لا تطير على الإطلاق.

فرحبت الدول العربية بإكتشافه ونال عليه جوائز وطنية وتقدم في حياته وتحسنت أوضاعه المعيشية جدا .

هذه ليست نكتة للتسلية والترفيه : فالشعراء الساقطون بشعرهم يتقدمون الإحتفالات الوطنية , والموسيقييون غير المحترفين والذين يعزفون النشاز يقومون بأداء الألحان الوطنية والمثقفون الكبار والشعراء الكبار يعانون من الفقر وتتهمهم الدول العربية إتهامات باطلة ويطلقون عليهم دعايات هدامه وإشاعات كاذبة ومغرظة كي تتجنبهم الناس ويعيشون في عزلة وجزر معزولة في بيوتهم عن الناس .

فالمثقفون الأوفياء يلتزمون بيوتهم وتصبح بيوتهم سجونا يقطنون بها لا أحد يقترب منهم .

والمرأة القوية تتهم بالخلاعة والدعاية الكاذبة حتى لا تنتقل قواها بين النساء فيقلدنها , أما الساقطات الحقيقيات فإنهن يتمتعن بنوفوذ وسلطة قوية .

هكذا هم مثقفونا الحقيقيون وغير الحقيقيون في بلداننا الإستبدادية .

فرحم الله المثقفون ...فالمثقفون في الوطن العربي أموات

ـــــــــــــ

المصدر : هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق