الأربعاء، ٢٤ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

( النرجسية - Narcissistic )

نتعرف أولا على اصل كلمه "النرجسية "

وذلك يعود الى اسطورة يونانيه قديمه تقول..!

ان فتاة تدعى(صدى) هامت بحب فتى يدعى (نرجس) ومن فرط حبها له واعجابها به سقمت حالها ومرضت بسببه، ومن اجله كابدت وصبرت حتى اضناها هذا الحب وجعلها تذبل شيئا فشيئا حتى فارقت الحياة.ولكن الالهه (بزعم الاسطورة( لم تترك الفتى دون عقاب. لذلك كان العقاب قاسيا عليه للغايه حتى اودى بحياته.كان العقاب ان يعشق نفسه بصورة مرضيه عندما راى صورته منعكسه على الماء لذلك اخذ يجلس الساعات الطوال امام صورته بكل فخر وزهو، واستمر على هذا الحاله حتى مرض نفسيا بسبب هذا التعلق الذاتى، وما هى الا فترة بسيطه حتى فقد عقله وفى احد خلواته وعشقه لنفسه قفز الى بركة الماء ليمسك صورته ولكنه غرق ومات ... وظهرت فى مكانه زهرة سميت على اسمه نرجس (وهى زهرة النرجس) ... !

الحاله النرجسيه المرضيه تتخلص بعدة نقاط وهي :-

1. الانسان النرجسى يعشق نفسه بصورة تفوق الوصف..

2. لا يفكر الا بذاته..

3. يحب الاشياء لقربها من نفسه وبحسب تقديره هو ...

(بينما الانانى يحب الاشياء لقيمتها...)

4. يعتقد بانه فوق الجميع وفوق كل نقد (لانه لا يرى انه يقوم بخطاء .. بقناعتة ان من هم الاخرون حتى ينتقدونه)

والمشكله الكبرى لدى النرجسى انه لا يدرك انه مريض ويحتاج علاج وتغير على الرغم انه يلاحظ جفاء الاخرين وابتعادهم عنه ..لانه يرجع السبب بذلك لسلوكهم هم وليس له هو.. وهذى حاله فى غاية الخطورة ..

والنرجسية هي حب الذات وهي احدى سمات الشخصية حيث توجد لدى جميع الافراد ولكن بدرجات متباينة فمنهم من تكون نرجسيته واضحة من اللقاء الاول به ومنهم من يمتلكها بدرجة قليلة ولا تظهر الا ما ندر، وبهذا يمكن القول ان الفرق بين الافراد في النرجسية كما في سواها من السمات الشخصية هو فرق في الدرجة لا في النوع.

الشخصية النرجسية:

شعور غير عادي بالعظمة وحب وأهمية الذات وأنه شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس.

ينتظر من الآخرين احترامًا من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو استغلالي، ابتزازي، وصولي يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية، وهو غيور، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية.

وعلم النفس بشكل عام والطب النفسي بشكل خاص اهتما بالنرجسية دون سواهما من العلوم.

حيث يرجع اهتمام علم النفس بالنرجسية الى عام 1905 على يد العالم الشهير فرويد وفي عام 1914 نشر فرويد مقالة عنوانها (مقدمة في النرجسية) وفيها وصف النرجسية بمعاني عديدة منها انها مرحلة انتقالية لحب الذات وشذوذ وانحراف ونمط لاختيار الموضوع وخلص الى ان النرجسية بالنسبة له هي حب الذات المبالغ فيه.

ومن مقال فرويد وغيره من كتاب مدرسته _ مدرسة التحليل النفسي _ يمكن القول ان النرجسية هي :

1ـ ان اسطورة (نرجس) الذي وقع في حب نفسه من خلال خياله هي السبب وراء تسمية النرجسية.

2ـ ان الشخص النرجسي منغمس مع الاخرين ومندمج معهم ويعاملهم كما لو كانوا امتدادا له.

3ـ تعبر النرجسية عن احدى مراحل النمو التي يمر بها جميع الافراد ففي السنة الاولى من العمر نجد الطفل الصغير متمركزا حول ذاته (حيث يكون هو المركز) وبعد عدة سنوات ينتقل ليتمركز حول الاخرين اي يبدأ الانسان بحب ذاته ثم حبه للاخرين.

4ـ واخيرا فان مصطلح النرجسية في الحالات السوية يعبر عن تقدير الفرد ذاته واحترامها.

ومن خلال وصف مدرسة التحليل النفسي للنرجسية نجد ان النرجسية هي مؤشر مهم للثقة بالنفس والاعتداد بالذات واحترام الذات ولكن بحدود معينة وأن مسألة تجاوز الحدود باتجاه الزيادة يؤدي الى الغرور وبدوره الغرور المستمر يؤدي الى النرجسية والعكس من ذلك صحيح اذ ان انخفاض درجات النرجسية يعني عدم ثقة الفرد بقدراته وامكاناته واحتقاره لنفسه مقارنة بالاخرين وبهذا فان افضل مستويات النرجسية هي المستوى المتوسط كما هو الحال في درجة حرارة جسم الانسان زيادتها عن 37 درجة مئوية وانخفاضها عن ذلك المستوى مؤشرا لحالة مرضية معينة وقولنا لشخص ما انه نرجسي يعني ان درجتها لديه عالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق